الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
درس الفجر
5953 مشاهدة
من شروط الصلاة: العقل

.. الشرط الثاني: العقل وذلك لأن الله –تعالى- إنما كلف المسلم العاقل، كلفه وفرض عليه فإذا فقد هذا العقل نقصت معنوية الإنسان، فالله –تعالى- أنعم على الإنسان على نوع الإنسان حيث أعطاه العقل الذي يميز به بين ما ينفعه وما يضره، والذي يعرف به مصالحه، والذي يفهم به الأوامر فيمتثل، ويفهم الزواجر فيبتعد، فهذا هو الذي يكون مكلفا، وإذا فقد هذا العقل ولو كان ابن خمسين أو سبعين سنة سقطت عنه التكاليف، فلا يكلف بشيء لا يفهمه ولا يعرفه، وإذا تم العقل فإن عليه أن يصرف هذا العقل فيما ينفعه، وإذا صرف عقله وفكره في الشيء الذي لا ينفعه صار عقله وبالا عليه؛ ولأجل ذلك ذكر الله أن الكفار ما نفعتهم عقولهم.
أوتوا عقولا ولم تنفعهم، أوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء، أوتوا سمعا وأبصارا وأفئدة، فما نفعتهم؛ ولذلك جعلهم الله في النار قال تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ فالذين لا تنفعهم عقولهم بمعرفة خالقهم ربهم، وبمعرفة ما ينفعهم وما يضرهم هؤلاء من أهل النار، حيث إنهم لم يتفكروا فيما خلقوا له، ولم ينتبهوا لما طلب منهم وكلفوا به، فجعلهم الله –تعالى- من نصيب جهنم، وقال –تعالى- في آية أخرى: وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ .